الجمعة، 24 أبريل 2009

معجزة الاعداد في القرآن

السقوط في سحر الأرقام



يقع بعض الباحثين – أحيانا - في مسالة الإعجاز العددي في القرآن تحت تأثير ما يمكن تسميته " بسحر الأرقام " فيختلط عليهم الأمر , فإذا ما صادف رقم هوى في النفس أسرع إلى قبوله وعد ذلك من إعجاز القرآن , ونتيجة لذلك قد يصدر أحكاما في غير مكانها بحسن نية غير متنبه إلى الخلط الذي وقع فيه . وهنا قد يأتي طرف آخر فيستغل النتيجة التي وصل الباحث إليها لأغراض أخرى قد تكون عكس ما يقصده الباحث .

وقد رأيت أن أنبه إلى هذا المزلق الخطر بعد اطلاعي على موضوع : عدد سور القرآن الكريم والرقم 19 / الدكتور عبد الله محمد البلتاجي .

يطرح الكاتب في مقدمة البحث التساؤل : هل للعدد 114 أسرار ؟

وللإجابة على هذا السؤال يقسم سور القرآن إلى ثلاث مجموعات تتكون كل مجموعة من 38 سورة باعتبار : أرقام ترتيب تقبل القسمة على 2 , أرقام ترتيب تقبل القسمة على 3 , أرقام ترتيب لا تقبل القسمة .

وفي نهاية البحث يقول : ولمتابعة شيء من المستحيل لقدرات العقل البشري أن تتبعه وتدركه إلا بتوفيق من الله تعالى نلاحظ :

نجد أن ترتيبات السور التي تقبل القسمة على 2 ولا تقبل القسمة على 3 وعددها 38 سورة .. نجد أن مجموع تراتيب هذه السور = 2166 وهذا المجموع = 19 × 114 .

- ترتيبات السور التي تقبل القسمة على 3 = 2223 وهذا المجموع = 117× 19 .

- إلى أن ينتهي إلى النتيجة : لاحظ أن حاصل جمع تراتيب مجموعات السور الثلاث هو : 6555 وهو يساوي مجموع الأرقام من 1 – 114 ( 2166+2166+2223) .



: لعل الباحث قد نسي أنه يكتب عن الأرقام في العدد 114 وليس عن ترتيب السور , وبالتالي فلا شيء مما ذكر هنا له علاقة بإعجاز القرآن في ترتيب سوره , بدليل لو أننا قمنا بتغيير كل مواقع سور القرآن فالنتائج والإحصاءات التي وصل الباحث إليها لن تتغير , والمعنى أنه ليس فيها دليل على إعجاز ترتيب سور القرآن . أن نحصل على ثلاث مجموعات من الأرقام تتألف كل مجموعة من 38 عددا فهذا أمر طبيعي موجود في العدد 114 سواء استخدم في القرآن أو في غيره , وأن يأتي مجموع الأرقام في المجموعات الثلاث من مضاعفات العدد 19 أو العدد 114 فهذه علاقة موجودة في العدد بغض النظر عن ترتيب السور , فسواء أكانت سورة الفاتحة رقم 1 أو 2 أو 3 أو 5 أو أي رقم آخر فالعلاقات التي تحدث أو انتهى إليها الباحث لن تتغير , وبالتالي لا يصلح القول إن ترتيب مجموعة السور الأولى أو الثانية أو الثالثة من إعجاز القرآن ( هو معجز ولكن ليس للأسباب التي ذكرها الباحث ) ..

ولمزيد من التوضيح : لو أخذنا الأرقام الثلاثة الأولى في العدد 114 ( 1و2و3 )والأرقام الثلاثة الأخيرة : 114 و 113 و 112 , ثم كررنا العملية ,فان مجموع كل عددين = 115 ومجموع كل ستة أعداد = 345 , وسنحصل في النهاية على 3 مجموعات تتألف كل مجموعة من 38 رقم ( غير ما وصل إليه الباحث ) مجموع الأعداد في كل منها : 2185 ويساوي : 345× 19 , ( لاحظ البحث هنا يتناول الأرقام وليس السور ) أو 19 مجموعة كل مجموعة تتألف من 6 أرقام .. مجموع كل منها : 345 .

مثال : 1+2+3+114+113+112 = 345

4+5+6+110+109+108 =345

7+8+9+107+106+105 = 345 ....

لاحظ هنا لا يصلح أن نقول : أن ترتيب السور في هذه المجموعات ترتيب معجز , بدليل أن مجموع أرقام الترتيب 345 في كل مجموعة , لأن هذا المجموع لن يتغير مهما غيرنا في مواقع السور . لإثبات إعجاز الترتيب يجب البحث عن علاقة ما لأعداد الآيات بمواقع الترتيب , يترتب على التدخل فيها اختفاء تلك العلاقة .

وملخص القول هنا : أن البحث المشار إليه هو في العدد وليس في السور ولا يؤخذ منه دليل على أسرار ترتيب سور القرآن .

هناك 5 تعليقات:

قلم رصاص يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع أستاذ حمدي

ننتظر المزيد من هذه الموضوعات المفيدة

دمت في ابداع وتميز

تحيتي

قلم رصاص

اللى موش عارف يتغير يقول...

سلام عليكم
مبروك

اللى موش عارف يتغير يقول...

انت عامل ايه فى التعليقات

وبعدين غير اسم المدونة للاستاذ حمدى عشان البحث عنها فى جوجل يبقى اسهل
فيه منتدى وموقع وتقريبا مدونة اسمها الاستاذ هيحصل لخبطة

انما اما يكون اسم المدونة الاستاذ حمدى هيبقى البحث عنها سهل فى جوجل

مسدس صغير يقول...

الله الله الله
من ورايا يا استاذ حمدى؟؟
هههههه
طب مش تقولى
جميل اوى والله
الى الامام
صلاح العميرى

رهـــــف يقول...

نسعد بزيارتكم http://eshraqaonline.blogspot.com/